مؤتمر سيدر الداعم للبنان في خطر.. لماذا؟
مقابلة مع عربي21
ورأى الكاتب والباحث الدكتور نسيب حطيط أنّ "التحذير من تداعيات الوضع الاقتصادي الحالي ليس تنجيما، لأنه بلغ فعليا حافة الخطر ويعيش على المسكنات وجرعات الاستدانة المستمرة منذ عقدين من الزمن"، موضحا: "التعثر كان يغطى من خلال وجود حكومة وفي ظل حضور المؤسسات الدستورية بما يعوّض ويحدّ من حجم الأزمات الاقتصادية من خلال المعطى السياسي
ووصف الوضع الراهن بالدقيق لغياب "الغطاء السياسي الداخلي وافتقاد الوضع المعيشي للثقة ولتغطيته الإقليمية والدولية"، مشيرا إلى أن "انعكاسات المشهد اللبناني واضحة على المؤسسات الدولية التي دأبت على إقراض لبنان أو التي تتعامل معه على مستوى التأمينات والمشاريع المتعلقة في فترات سابقة".
وحذّر حطيط من استمرار الفراغ الحكومي في لبنان، معتبرا أن "غياب الحكومة يبدّد أي أمل في إدارة الأزمة ونسج خطط حقيقية باتجاه الخروج من الأزمة وتذليل العراقيل"، لافتا إلى أن الضرر الذي يلحق بلبنان نتيجة الفراغ كبير للغاية"، موضحا: "أظهرنا قدرتنا على إنجاز الانتخابات بشكل ديمقراطي لكن من دون القدرة على عكس ما تحقق من خلال تأليف حكومة لاستكمال المشهد الدستوري المتعارف عليه".
وتناول حطيط المخاطر التي واجهها لبنان في الآونة الأخيرة، فقال: "واجهنا خطرا إسرائيليا واقتصاديا وتكفيريا (يقصد تهديدات الجماعات المسلحة)"، مضيفا: "الخطر الأخير انحسر لكن ثمة مخاطر أخرى يستوجب مواجهتها في إطار مؤسساتنا الدستورية"، مشددا على أن "ثمة مسائل أخرى لا بد من التعامل معها في إطار الحكومة ولعل أبرزها العقوبات الأميركية التي تستهدف حزب الله وتتجاوز تأثيراتها الحزب وبيئته لتطال مختلف اللبنانيين".
وإزاء التحذيرات الفرنسية المتواصلة للرئيس عون حول ضرورة تشكيل الحكومة سريعا، أكد حطيط أن "الغرب يحاول من خلال النافذة الفرنسية تحميل الرئيس عون مسؤولية تعثر التأليف الوزاري، وتحاول هذه المواقف حثّه على إيجاد الحلول لو كانت من حصته الوزارية".